كثيرا ما نخلط بين كلمة عازب وأعزب ، فنقول ان فلان كان عازب بمعنى غير متزوج فالصحيح أعزب وجمعها عزّاب كما في الحديث (عن أبي ذر قال : دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له عكاف بن بشر التميمي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عكاف هل لك من زوجة قال لا قال ولا جارية قال ولا جارية قال وأنت موسر بخير قال وأنا موسر بخير قال أنت إذا من إخوان الشياطين لو كنت في النصارى كنت من رهبانهم ان سنتنا النكاح شراركم عزابكم وأراذل موتاكم عزابكم) . إسناده ضعيف لجهالة الرجل الراوي عن أبي ذر وللاضطراب الذي وقع في أسانيده
فالشاهد هنا كلمة عزابكم
اما كلمة عازب فهي بمعنى بعيد كما في السيرة عندما مر النبي صلى الله عليه وسلم على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ قالت : خلفها الجهد عن الغنم قال : فهل بها من لبن ؟ قالت : هي أجهد من ذلك قال : أتأذنين أن أحلبها قالت : بلى بأبي أنت وأمي نعم إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها وسمى الله عز وجل ودعا لها في شاتها فتفاحت عليه ودرت واجترت ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيها ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم صلى الله عليه وسلم فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزلا ضحى مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال : من أين لك هذا اللبن يا أم معبد ؟ والشاة عازب حيال ولا حلوبة في البيت قالت : لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا .
وقال حكيم العرب تلك شياه لا يَعْزُب سارِحُها أَي لا يَبْعُدُ ما يَسْرَحُ منها إِذا غَدَت للمرعى .
قال تعالى (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ ) أي يبعد ويغيب والله أعلم